Thursday, March 14, 2013

بركان ثيرا


بركان ثيرا



قبل 3500 سنة وقع حدث كارثي ذو قياس أسطوري. فقد تفجر بركان ثيرا (التي عرفت فيما بعد بجزيرة سانتوريني الإغريقية) بقوة تقدر بأربعة أو خمسة أضعاف القوة التدميرية لبركان كراكاتوا، الذي تفجر في عام 1883، مولداً حفرة واسعة في الجزيرة الإيجية ومرسلاً موجات ارتجاجية بقيت تردداتها تتذبذب لقرون لاحقة كما يقول المؤرخون. وكان من جراء ذلك أن اضمحلت الحضارة المينوية العظيمة رائدة البحار، التي كانت تمثل الثقافة الإغريقية السائدة في ذلك الزمن، بعد أن غمرتها سحب الرماد وغطت مدنها وهاجمتها موجات السونامي الهائلة فأتت على أساطيلها. 



وبقيت القصص التي تتحدث عن انفجار هز الدنيا بما فيها عالقة في الأساطير التي شاعت عبر مناطق البحر الأبيض المتوسط، وعلى مدى السنين كان علماء الآثار المتطلعون للمغامرة منكبين على سجلات ثيرا الجيولوجية يتصفحونها بكل إمعان وهم في بحثهم عن مدينة أتلانتس الخرافية المفقودة. كذلك حملت المسلات الحجرية المصرية العائدة للعصر نفسه تقريباً تدويناً يصف عاصفة بركانية «ألقت بالظلام على المنطقة الغربية ومحت الحواضر والمعابد سواء بسواء». بل أن بعض الدارسين في الإنجيل يرتأون أن الآثار التدميرية التي سببها بركان ثيرا قد تكون هي المعنى الكامن وراء قصص العهد القديم التي تحدثت كيف أرسل الله الأوبئة والدمار.

No comments:

Post a Comment